شبكة قدس الإخبارية

الأزمة بين لبنان ودول الخليج تتصاعد.. احتجاج وسحب سفراء 

thumbs_b_c_cc2512df969419f0102c9ed790172eef

العالم - قُدس الإخبارية: أثارت تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، في مقابلة تلفزيونية تم تصويرها قبل شهر تقريبًا من تشكيل الحكومة، وصف فيها حرب اليمن بأنّها "عبثية"، غضبا خليجيا.

ورغم مسارعة الحكومة اللبنانية إلى رفض تصريحات قرداحي وتأكيدها أنه "لا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا"، استدعت السعودية والإمارات، الأربعاء، سفيري لبنان لديهما للاحتجاج على التصريحات التي اعتبرتاها "مسيئة".

واتخذ الأمر منحى أكثر خطورة، الجمعة، مع إعلان الخارجية السعودية استدعاء سفيرها من بيروت وطلبها من سفير لبنان مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة، ووقف الواردات من لبنان. وأقدمت البحرين والكويت على الخطوة ذاتها.

وأعلنت السلطات الإماراتية، اليوم السبت، أنها سحبت دبلوماسييها لدى بيروت، كما أصدرت قرارا بمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان، تضامنا مع السعودية.

وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في بيان صدر اليوم السبت عن “بالغ قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية، خاصة في الوقت الذي كان السعي حثيثا لاستعادة قدر من الإيجابية في تلك العلاقات يعين لبنان على تجاوز التحديات التي يواجهها”.

ورفض قرداحي الاعتذار عن "آرائه الشخصية" التي جاءت في تصريحاته قبل استلام منصبه الحكومي والتي قال فيها إنّ الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي"، في خطوة لاقت دعمًا من حزب الله الذي أبدى رفضه "أي دعوة لإقالة الوزير أو دفعه إلى الاستقالة".

وتشهد العلاقة السياسية بين لبنان والسعودية فتورًا منذ سنوات، على خلفية تعاظم دور حزب الله، الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ سياسة إيران خصمها الإقليمي الأبرز.

ويأتي تصعيد السعودية تجاه لبنان، على وقع مباحثات منذ أشهر مع إيران، تهدف إلى تطبيع علاقتهما المقطوعة منذ أكثر من خمس سنوات وتخفيف حدة المواجهة بينهما في الشرق الأوسط.

والقوتان الإقليميتان على طرفي نقيض في معظم الملفّات الاقليمية خصوصا النزاع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة، وتدعم طهران الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد.

ومن شأن التصعيد أن ينعكس وفق محللين سلبًا على لبنان في هذه المرحلة الحرجة، وفي وقت كانت الحكومة تتطلع فيه إلى اعادة ترتيب علاقاتها مع دول الخليج خصوصًا السعودية وتعوّل على دعمها المالي في المرحلة المقبلة، فيما تغرق البلاد في أزمة اقتصادية صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

ويفاقم التصعيد السعودي، ما لم ينجح لبنان في احتوائه، التحديات الشاخصة أمام الحكومة التي أبصرت النور بعد عام من فراغ نجم عن انقسامات سياسية حادة، والمعطلة جلساتها أساسًا منذ أسابيع جراء اعتراض حزب الله على مسار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت المروع ومطالبته بتنحي المحقق العدلي.

وكتب الباحث، مايكل يونغ، وهو مدير تحرير في مركز مالكوم كير- كارنيغي للشرق الأوسط، تعليقًا على مطالبات باستقالة حكومة ميقاتي على تويتر "يحتاج لبنان إلى حكومة، ولا يكسب شيئًا بإطلاق النار على قدمه، بينما يجد نفسه في خضم صدام إقليمي".

وأضاف "بما أن السعوديين يعتبرون لبنان ورقة إيرانية، فإنهم يشعرون أنه من المنطقي التصرف تجاه البلد بهذه الطريقة". لكنّ "المشكلة أنه من خلال عزل لبنان، سيضمنون فقط تشديد إيران ووكلائها المحليين سيطرتهم على لبنان".

ويهدّد اصطفاف قوى سياسية إلى جانب قرداحي، خصوصًا حزب الله لناحية عدم استقالته، مصير الحكومة التي دعا رئيسها الجمعة وزير الإعلام إلى "تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية".